إلى أهالي المعتقلين
إليك يا زوجة المظلوم يا من اغرورقت عينيك دمعا
إليك يا ابن ويا ابنة المعتقل يا من نسمع حشرجة صدوركم حزنا
إليك يا أم السجين ظلما يا من تقطع قلبك قهرا
إليك يا والد الحر يا من انقطعت حبالك يأسا
إليكم يا أهالي المعتقلين يا من خيم الحزن على بيوتكم
أهديكم جميعا هذه الرسائل:
١- اعلموا أن الابتلاء قدره الله على أحبابكم، والله أرحم بالعبد من نفسه على نفسه، فالعبد يعيش في كنف الله ورحمته، ولو قُدّر للعبد وانكشف له الغيب لاختار ذلك البلاء الذي اختاره الله له، فالله رحيم بعبده وكل أمره له خير.
٢- الله منزه عن الظلم، يوسف عليه السلام يباع بثمن بخس ثم يجعله الله أميرا على خزائن الارض، فتيقنوا أنه لا يظلم عند الله أحد.
٣- إن أخفى الكريم من البشر عنك عطية، يسبح خيالك في حجم وعظم تلك العطية، فكيف بعطية الله لعباده إن أخفاها، فهي بلاشك عطية أكبر وأعظم، فأبشروا بالخير للصابرين فالله جعل أجرها بلا قيد وما أطلقه الله لا يقيده أحد
٤- الحياة الدنيا ما هي الا مرحلة للآخرة، والانسان يعيش في حياته مراحل فالرحم والدنيا والبرزخ والآخرة، والفائز من فاز بالأخيرة.
٥- القلوب أوعية فإذا أحب الله عبده ملء قلبه بحبه جل وعلا، فإن امتلأ القلب حبا لله لم يضره أين كان في سجن أو قصر، ووالله ما رأينا أحرار الإمارات الا رجالا ملئت قلوبهم حبا لله تعالى ولدينه.
٦- إن ابتلي المسلم عليه أن يسلّم لذلك الابتلاء ولا يجعله ذلك متقاعسا جالسا بل يسعى ويعمل ، موسى عليه السلام كان به حُبْسة وهو شيء في لسانه ولم يمنعه ذلك أن يكون كليم الله ورسول الله الى فرعون.
٧- يعقوب عليه السلام كما جاء في الأثر (كلما زدته بلاء زاد حسن ظنٍ بي) وهكذا حال المسلم كلما زاده الله بلاء زاد حسن ظن به جل وعلا.
٨- لو لم يكن في الابتلاء نعمة سوى القرب من الله لكفى، واسمعوا لحال معتقليكم كيف حالهم مع الله ، وكيف أقبلوا عليه وتعرفوا عليه وتعلقوا به، فرفع عند الناس مكانتهم وقدرهم.
٩- يقول عمر بن الخطاب: ( يعجبني من الرجل إذا سيم خطة ضيم أن يقول بملء فيه لا) ، والضيم قد وقع بكم فقولوا لا، وبادروا إلى رفع الظلم الواقع، وليكن منكم رشيد يقود مسيرة الصلح ويسعى للجمع بين الأطراف وإخماد لهيب التخوين والسباب.
نسأل الله تعالى فرجا قريبا لكل أحرار الإمارات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق