بقلم: السجين الحر
المراقب بدقة لمرافعات المتهمين في قاعة المحكمة، و التي قامت لاحقاً بنشرها صحفنا المحلية ،يدرك تماما بأن دعوة الإصلاح ،وأبناؤها، مكون أساسي من مكونات المجتمع الإماراتي، لما يملكون من رصيد قوي من الأعمال والإنجازات على الساحة الإماراتية ،ووطنيتهم خالصة نقية ،لا يشوبها نفاق ولا محاباة ، دلت على ذلك مساهماتهم و سجلهم الحافل بالعطاء طوال الحقبة الماضية .
المدقق أيضا في سيرهم الذاتية ،سيكتشف أنهم أصحاب مؤهلات عالية و متميزة، يكفي ما ذكرته جريدة محلية " بأنهم يملكون شهادات عالية من جامعات عربية وأجنبية عريقة وأقلهم يملك البكالوريوس " ، هذه هي الحقيقة ،هم أبناء هذا الوطن ،سيرتهم عطرة، مليئة بالإبداعات، و المبادرات، يشهد لهم القاصي و الداني، لا يمكن تجاوز دورهم في المجتمع ، ومن اقترب منهم اكثر ،سيدرك أن إخلاصهم لوطنهم هو أولى أولوياتهم، فلا مزايدة على وطنيتهم، كما أكد كل المتهمين من دعاة الإصلاح في قاعة المحكمة ، وماضيهم المشرف يشهد لهم بذلك.
فهل يعقل بعد هذه المسيرة من العطاء و الإنجازات، أن يتم مكافاتهم بهذه الطريقة المشينة ،و تلفق لهم التهم و الإفتراءات، "و هل جزاء الاحسان الا الاحسان " .
الجميع استغرب و اندهش من هذه القسوة و الجفوة في التعامل , ولن أتحدث بما حصل في السجون الإنفرادية ، فعي كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
لماذا يتم حرمانهم من اغلب حقوقهم وإيذاء أبنائهم وأسرهم من أبسط الحقوق لفترات طويلة ؟ أليست هذه جريمة و انتهاك صارخ لحقوقهم التي كفلها دستور الإمارات ؟ورغم تلك المعاناة فهم صابرون محتسبون!! .
يتساءل أحد المتهمين من دعاة الاصلاح أمام القاضي في قاعة المحكمة : ( هل أصبحت الدعوة الى الله جريمة يعاقب عليها الفرد ؟ و لماذا يترك لأهل الفساد الباب على مصراعيه ينشرون أفكارهم و يعيثون في الأرض الفساد و لايحاسبون على ذلك ؟ أليس من الإنصاف تطبيق القانون و بنود الدستور على الجميع ؟
ألا يعلم قومي أن الدعوة الى الله و النهي عن المنكر صمام أمان للمجتمع ، قال تعالى: ( و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر .. الآية ) ،إن عدم تغليب لغة الحوار البناء و تهميش الطرف الآخر لا يؤدي إلا إلى الاختناق والطريق المسدود .
و مطالب دعاة الإصلاح - كما سمعتها في قاعة المحكمة – ليست بالمعجزة بل هي واضحة و سهلة .
المطلب الأول : بعد معاناة دامت أكثر من عشرين عاما من المضايقات، أليس من حقهم المطالبة بحياة مدنية خالية من التدخلات الأمنية .
و مطلبهم الثاني : حقهم في ممارسة أنشطتهم تحت نظر الحكومة بإرجاع جمعية الإصلاح – بفروعها – و التي ارتبطوا بها سنين طويلة بمباركة حكام الامارات .
و المطلب الثالث : ارجاعهم إلى وظائفهم الأصلية المتوافقة مع تخصصاتهم .
والمطلب الرابع : المطالبة بإغلاق السجون السرية إلى الأبد، بعدما ذاقوا فيها من التعذيب النفسي و الجسدي مالا يعلمه إلا الله .
والمطلب الخامس : حقهم في التعويض بعد أشهر من المعاناة والتعذيب، و ما حصل من جرائها من إغلاق شركاتهم و مؤسساتهم التجارية الخاصة ومنعهم من السفر و سحب جنسيات بعضهم .
وأما مطلبهم الاخيرفهو :محاسبة كل من تسبب في هذه الانتهاكات ،وهذا الجرح ، و مارس صنوف التعذيب بحق أبناء الوطن .
هذا بعض ما يطالب به دعاة الإصلاح .
فإذا كنا نريد انهاء هذا المسلسل المأساوي و نطوي صفحاته السوداء ، التي مزقت نسيج مجتمعنا، و تركت جرحاً عميقاً في نفوس الأهالي , يجب أن نعطي الإنسان قيمته و نحافظ على كرامته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق