قصة اعتقال صلاح الهرمودي

تم الإتصال بصلاح الهرمودي من جوازات " الشارقة " وطُلب منه الحضور إليهم دون ذكر السبب له ، وبعد وصوله إلى المكتب المُحدد في جوازات الشارقة تبين له أنه في مكتب تحقيق وأن الذين يُحقِقون هم عناصر من جهاز أمن الدولة .

وجهت إلى صلاح الهرمودي أسئلة عديدة حول زملائه ، ثم طلب منه أن يَكون جاسوساً عليهم ، وهذا ما رفضه صلاح الهرمودي لقناعته بأن ذلك يخالف الشرع والأعراف والوفاء للأصدقاء ، ثم سأل صلاح الهرمودي عناصر أمن الدولة ، هل هناك خطأ نحن نقوم به ؟ هل هناك ما يُخالف القانون ؟ هل عندكم مُلاحظات ؟ إذا كان عندكم شيء من هذا فسنقوم بتغيره ، لكن عناصر جهاز الأمن كانوا مصميين أن يجندوا صلاح الهرمودي كجاسوس لصالحهم .

إنتهت جلسة التحقيق الأولى وتوالت بعدها جلسات ، بل بين الجلسة والأخرى كانت هناك إتصالات تهديد ووعيد لصلاح الهرمودي إذا لم يعمل جاسوساً لصالحهم وعلى زملائه وأصدقائه .

ولأن صلاح الهرمودي أحد أبناء المواطنات ومن فئة البدون أو من الذين طلبت منهم الدولة وفق اتفاقية بينها وبين جزر القمر بأن يأخذوا جوازها في خطوة نحو تعديل أوضاعهم تنتهي بحصولهم على جنسية الإمارات ، كانت أبواب التوظيف مقفله في وجهه إلا من أعمال طويله وشاقة بالإضافة إلى دراسته للماجستير في مجال المحاسبة ، لذلك كان يومه باختصار بين عمل ودراسة وفي نهاية الإسبوع لقاء مع العائلة ، وهذا ما جعله يبتعد قليلاً عن زملائة وأصدقائة الذين طلب جهاز أمن الدولة منه التجسس عليهم .

ومع إنشغال صلاح الهرمودي عن زملائه اتصل عناصر الأمن به ، وهددوه وتوعدوه بالاعتقال إذا لم يصاحبهم  مُجدداً وإذا لم يُحضِر معلومات جديده عنهم ، هنا رفض صلاح الهرمودي هذا الطلب معللاً ذلك بإنشغاله بالعمل والدراسة وبناء مستقبله ، رغم ذلك طلب عناصر أمن الدولة منه الحضور إلى جلسة تحقيق أخرى .

في الحقيقة هي لم تكن جلسة تحقيق ، بل كانت جلسة من بعدها سيفارق صلاح الهرمودي والده ووالدته وأخوته وأقاربه ، لأنها كانت لحظات إعتقال صلاح الهرمودي وتحويله إلى السجن والقيد لا لشيء سوى أنه رفض التجسس على زملائه .

الآن ومنذ أكثر تسعة شهور صلاح الهرمودي معتقل بلا تهمه ولا محاكمة وفق القانون ومنذ أكثر من تسعة شهور صلاح لايرى أمه أو أبوه أو إخوته بل يرى سجناً وقيداً وسجاناً .. إلى متى ؟!