الجمعة، 2 نوفمبر 2012

يوم الخميس1/نوفمبر، كنا على موعد مع التكبير




القصة كما روتها إحدى قريبات المعتقلين


جاء الأمر عفويا، لم يكن مخطط له.

بداية افترشنا الأرض من الساعة التاسعة صباحا تقريبا.

تجمعنا تحت ظل بعض الأبية على أمل أن نحظى برؤية أحرار الإمارات.

لقد حرمنا رؤيتهم ظلما وطغيانا في تجاوزات صارخة للقانون، وانتهاكات مدوية لحقوق الإنسان.

الساعة العاشرة والربع تقريبا بدأت تتوافد سياراتهم التي تقل أحرار الإمارات.

فتجمعنا خلف سور حديدي ضربوه بيننا وبينهم.

كان في ساحتهم شرطي، ورجل حراسة، بالإضافة لشرطيتين.

وقفت السيارات في مواقف مظللة، ووقفنا تحت أشعة الشمس الحارقة.

نزل من كل سيارة ثلاثة من رجال الأمن، ووقفوا بجانب السيارات.

وقفوا طويلا، وأحرار الإمارات في السيارات، ونحن ننتظر خروجهم.

تأخر خروجهم كثيرا، عن نفسي لا أدري لماذا التأخير، هل كانوا ينتظرون منا أن نترك مواقعنا.

خرج أول الأحرار، وكان د. محمد المنصوري، فصدحت الحناجر بالتكبير.

استمرالتكبير، ارتبك الطرف الآخر، جاءت شرطية ثالثة تطلب منا أن نكف عن الإزعاج.

كانت تعني أن نتوقف عن التكبير، واجهناها بتكبيرنا فانزت بعيدا.

استمر التكبير مع دخول وخروج كل حر من أحرار الإمارات لقاعة المحكمة.

حسين النجار كان ثالث حر يدخل قاعة المحكمة.

وقف أمامه أبناه وحيوه، فحياهم بابتسامته المعهودة، ومضى شامخا لقاعة المحكمة.

صدحت الأصوات بالتكبير، 

قال المحامي: بكيت عندما سمعت تكبيراتكم، فقد زلزلت قاعة المحكمة.

اشتكى حسين النجار من الانفرادي، وسأل القاضي إلى متى سيستمر الوضع.

رد القاضي: لا أدي.

سأله حسين النجار: ما هي التهم
 الموجهة لي؟

أجاب القاضي: لا توجد تهمة.

خرج حسين النجار من قاعة المحكمة فصدحت الأصوات بالتكبير.

عندما دخل الحر البطل خليفة النعيمي قاعة رفع يده بعلامة النصر، ثم رفع علامة التوحيد.

وعندما خرج كان رافعا علامة التوحيد، فصدحت الأصوات بالتكبير.

خرج شيخ وقور، لا أدري أيهما أشدّ بياضا ونورا، وجهه أم لحيته.

الكل يتسآل من هذا الشيخ الجليل

ياللهول، إنه بو عبد الرحمن، إنه خالد الشيبة.

زادك الله وقارا وشموخا يا بو عبد الرحمن.

بالرغم من إننا كنا نتسآل عن شخصكم الكريم، إلا إننا في التكبير مستمرون.

التكبيرات حرقت رجال الأمن فاختبؤوا في سياراتهم.

ولم يبق أمامنا سوى شرطيتين، وشرطي، وحارس الأمن، وضابط.

وكانوا يستظلون بظل بعض الأبنية ظنا منهم أنها ستظلهم من الله أكبر.

وكان يخرج علينا بين فترة وأخرى المدعو حمد المزروعي، وسرعان ما تحرقه التكبيرات فيهرب.

بعض الأهالي كانوا ينادونه بالاسم لكنه كان لا يجرؤ أن يرد عليهم، خوفا ورعبا من التكبير.

وكان يخرج أحيانا بعض رجال الأمن من قاعة المحكمة.

فكان الأهالي يقولون لهم تعالوا نتحاور معكم.

دعونا نرى أحرارنا، دعونا نقف في الظل.

فكان ردهم لا نستطيع أن نأتي إليكم، سبحان الذي جعل بيننا وبينهم سدا فلا يستطيعون الوصل إلينا.

خرجت السيارات التي تقل أحرار الإمارات، فزمجرت الأصوات بالتكبير.

الله أكبر تزلزل الظالمين، الله أكبر تثبت المظلومين

انقضى الوقت، ولم نشعر بحرارة الشمس، وكيف نشعر بها والله معنا.

والله استشعرنا، قوة عجيبة، وطاقة رهيبة.
استشعرنا عزة وكرامة وفخرا.

فسبحان من عقد لنا موعدا مع التكبير، سبحانه.

حتما لنا موعد أخر مع التكبير، موعدا عاجلا بإذن الله تعالى.


لأول مرة في القضاء الامارتي تهتز قاعة المحاكمة بالتكبير

اهتزت قاعة المحكمة اليوم بتكبيرات اهالي المعتقلين في جلسة لمحاكمة ستة من الناشطين والحقوقيين والأكاديميين معبرة بهذا التكبير عن رفضها المحاكمات  الصورية والشكلية المعدة سلفاً لاستكمال المسرحية.
لأن من يقف خلف القضبان أشرف الناس وليس المجرمين وسيرهم الذاتية شاهدة على انهم وطنيون خدموا الامارات وأنهم ذو مكانة علمية واجتماعية كبيرة .
وقد قضوا (108) ايام في الاعتقال حيث تم اعتقال خمسة منهم في يوم 16 / 7 /2012م واعتقل الدكتور محمد الركن بتاريخ 17 / 7 /2012م
وفي الجلسة تم التمديد (30) يوما للمعتقلين وهم :
1. د.محمد المنصوري  
 2.د.محمد الركن  
3.حسين النجار   .
4.عبد الرحمن الحديدي 
5. خليفة النعيمي 
6. خالد الشيبة   
 هذا وقد انتظرت امهات المعتقلين على الارصفة بانتظار رؤية ابنائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق