لا
يزال البعض متنفذين في جهاز الأمن الإماراتي يمارسون أدوارهم في التجييش والتحريض
ضد دعوة الإصلاح ودعاتها وفق ماكان متوقعا من قبل. وهذه المرة عن طريق الدفع
بالمؤسسات الإعلامية والمثقفين والصحفيين للمشاركة في حملة التخوين و(التجريم).
طالعاتنا
صحيفة (الإمارات اليوم) في يوم ١٥ أغسطس ٢٠١٢، أي صبيحة يوم السابع والعشرين من
رمضان بخبر عن ملتقى جمعية الصحفيين. حيث جمعت منتسبيها في أشرف ليالي رمضان لا كي
يكونوا عاملا للتقارب والتلاحم بين فرقاء المجتمع الواحد ،بل كي تصب مزيدا من
الزيت على نار الفتنة المشتعلة. وللمفارقة، فإن هذا الدور البائس للإعلام ـ إلا من
رحم ربي ـيتكرر في كل الدول العربية وخاصة تلك التي هبت عليها رياح الربيع العربي.
وما مصر عنا ببعيد، فكما أن عندهم عكاشة فإن عندنا من أضرابه وإن اختلفت الأسماء،
وم "محدش أحسن من حد"!!
بالطبع
الملتقى لم يخلو من المطبلين ومثيري الفتن وهي أسماء معروفة، وبعضهم يفيض تويتر
بقيح أورام أدمغتهم، ورغم ذلك فهذا لا يعنيني كثيرا. ولكن الذي يعنيني ثلاث
ملاحظات استوقفتني وآريد مشاركتكم بها:
أولا: أظهر البيان الصادر من الملتقى وقبله كلمة رئيس جمعية الحقوقيين الأستاذ أحمد يوسف قدرا كبيرا من التحامل على المعتقلين من دعاة الإصلاح، على خلفية بيانات مقتضبة من النائب العام الذي يحمل الكثير من التهم من قبيل الارتباط بجهات خارجية والتآمر على الدولة ، والتي لم يقل القضاء كلمته فيها، في إشارة للأحكام التي قد تصدر وخاصة أن المعتقلين لم يحضوا بحقوقهم الدستورية والقانونية، ابتداء ً من إجراءات القبض عليهم وتحديد أماكن اعتقالهم وحقهم في التواصل مع أهاليهم ومحاميهم. فهل بعد كل ذلك يمكننا أن نعتبر صحافتنا وكافة وسائل الإعلام مستقلة وذات مصداقية؟
ثانيا:
كانت مداخلات بعض المشاركين في الملتقى بمثابة شهادات جدارة لمنهجية عمل دعوة
الإصلاح متمثلة في جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، في مقابل إخفافات السلطة
التنفيذية أي الحكومة. وذلك وفق ما قاله كل من الاستاذ راشد العريمي والدكتورة
ابتسام والدكتورة منى البحر.
فراشد
العريمي مدير تحرير صحيفة الاتحاد اتهم الحكومة بعدم ردها على تساؤلات الصحف
والوكالات الأجنبية حول أزمة المعتقلين، في حين أن ردود دعوة الإصلاح ووجهة نظرها
كانت حاضرة وبالتفصيل.
وأما
الدكتورة ابتسام والدكتور خليفة السويدي أقرا أن الدولة تواجه " فكرا".
وأن (الفكر لا يجادل إلا بفكر، فأسلوب الشخصنة والسباب والشتم هو أسلوب الضعيف.
ولكن القوي صاحب الحجة والأدلة ). أليس هذا مايدعو إليه دعاة الإصلاح ليل نهار دون
جدوى.
وأكدت
الدكتورة منى البحر أن دعوة الإصلاح نجحت في ملء الفراغ الفكري والروحي للشباب في
حين أخفقت الحكومة في ذلك. بل وأضافت أن الإعلام لايشغل فكر الشباب بما هو مفيد.
ثم
قالت أن "الطرف الآخر" إشارة إلى دعاة الإصلاح، استطاعت أن تستقطل
الشباب بأشكال مختلفة من برامج تنمية الذات وتنمية الشخصية ومهارات القيادة
والمعسكرات وغيرها الكثير، في حين أخفقت برامج المراكز الاجتماعية والشبابية
التابعة لوزارة الثقافة والشباب بالقيام بذلك.
ثم
كالت النقد لأجهزة الدولة بشأن تهميشها للمرجعات الدينية والفكرية والسياسية
والمجتمعية المتوازنة في حين نجح "الطرف الآخر" في ذلك.
فهل
جمعية لها كل هذه النجاحات والمساهمات في توجيه الشباب وتنمية فكره وومهاراته
يحارب ويقصى من المشهد المجتمعي ويوصم بكل هذا الكم الهائل من التجريم والتخوين
؟!!
ثالثا
: في الختام أجمع الحضور على أن وجود تنظيم "سري" في أي بلد، والتواصل
مع المنظمات خارجية، وأي حزب يمول من الخارج ، يعتبر عملا مرفوضا ومجرما في كل دول
العالم.
وكما
هو معلوم فإن دعوة لإصلاح كان لها كيانا علنيا رسميا تم اغتصابها في الفترة
الأخيرة، وهي جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي. وهي لازالت تؤكد في كل بياناتها
على انها كيان وطني، ويدين بالولاء لقيادة الدولة ورئيسها، وليس لها أية ارتباطات
خارجية إلا في إطار المقرر قانونا. فإذن لماذا كل هذا التجييش والتحريض وحملات
الاعتقالات التي طالت كوكبة من دعاتها المشهود لهم بالأمانة والإخلاص والتميز.
والآن
أضع بين أيديكم الخبر الوارد في صحيفة الإمارت اليوم. وأترك لكم الإجابة على
التساؤلات التي طرحتها أعلاه والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق