بقلم: خليفة راشد
حضن بابا الدافئ ..سيارة
..حلاوة..أحلام بسيطة رسمتها طفولة بريئة
لأطفال المعتقلين من أبناء دعوة الاصلاح وهم ينطقون بأمنياتهم التي سرقها جهاز الأمن بعد
أن غيب عنهم والدهم خلف قضبان لا تعرف للرحمة مكان، أو معنى لحروفها، ليحرم طفولة
أبناء الأسرى من جلسة عائلية تبعث لهم الأمان بين أحضان والديهم حول مائدة الطعام التي يكثر حولها الدعاء قبل تناول لقيمات صغيرة بأن بفك الله
تعالى أسر والدهم .
رغم ملامح الطفولة التي كانت واضحة على الملامح البريئة للطفل
محمد إلا أنه حاول أن يأخذ دور الأب
لتعويض أشقائه الصغار عن حرمان والدهم.. وتابع بكلمات حاول من خلالها أن تكبر
عمره: "غياب الوالد جعلني أهتم بأشقائي الصغار وأعوضهم حرمانهم من والدهم فمع
قدوم العيد الماضي اشتريت لشقيقي الصغير لعبته المفضله حتى يشعر بالسعادة مثل
الأطفال في مثل عمره".
وبين أنه كثير ما يجلس مع أشقائه ويسمع السؤال الدائم
"متى بيطلع بابا؟؟" فتكون الإجابة إن شاء الله سيطلع عن قريب.
ويحاول محمد أن يكون الرجل لوالدته رغم طفولته حيث يسمع كلامها
وماتريده من شراء حاجيات المنزل فبمجرد أن تطلب منه شيء يسرع لفعله.
ورغم كلماته التي تكبر سنه إلا أن للطفولة كان لها مكان حينما
تمنى قائلاً: " يارب يطلع بابا بالسلامة حتى اطلع معه ونزور الأهل والأقارب
خاصة أنني الآن من يقوم بزيارة الأهل لكن بدون والدي".
بكاء مريم
كثيراً ما كانت الطفلة مريم تبدأ وجبتها بالبكاء قبل أن تضع
لقيمات صغيرة في فمها خاصة أنها تحمل الشوق الكبير لأحضان والدها والأمنية بأن
يكون معها على مائدة الطعام.
وبنظرات الحنين لوالدها وهي تنظر لصورته كانت تحمل كلماتها
الكثير من الألم خاصة حينما تجد بنات عمها يجلسون في أحضان والدهم على مائدة الغداء.
وقالت بكلمات طفولتها البريئة: " أتمنى أحضان أبي ...أمنيتي أن أقبله .. أتمنى أن أشوفه
اليوم ... ". هذه الأحلام البريئة تزيد من حرارة ألمها حينما تعلم أن والدها لا
يعرف مكان وجوده ولا سبب اختفاءه بعد هجوم
أؤلئك الغرباء بعد منتصف الليل ، أولئك الوحوش الذين أغلقوا عليها وعلى اخوتها
الصغار ووالدتهم والشغالة الغرفة، تاركين معهم شرطية صرخت فيهم هاتوا الموبايل
والايباد، وأخذوا والدها للبحث في البيت عن أشياء ، ثم أخذوه دون أن تقبله ، وسط
صراخ الصغار وبكاء الوالدة .
وكثيراً ما تخفف والدة مريم ألم البعد عن طفلتها من خلال ما
تنقله لها عن والدها وما كان يفعله من أعمال الخير ومساعدة الفقراء
والمحتاجين بايصال ما يحتاجونه من مساعدات
ماليه وغذائية ، وتأكيدها لها أن رب العالمين لن يتركه في السجن بل سيأتينا قريبا
ان شاء الله.
محمد.. مريم...والعشرات من أطفال المعتقلين من أبناء دعوة
الاصلاح يحلمون بحضن والدهم الدافئ ..وهدايا
العيد التي لم يستلموها من والدهم هذا العام بعد مرور عيدي الفطر والأضحى عليهم
وهم في معتقلاتهم السرية، وها هو اليوم الوطني على الأبواب ، دون وجود بارقة أمل
في الافراج عنه ..أمنيات بسيطة قتلها جهاز الأمن بعد أن غيب 64 مواطنا وحرمهم من أطفالهم وعائلاتهم، وغيبهم
عن مائدة العيد التي تبكي على غيابهم طيلة شهورمن القهر والحرمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق