الأربعاء، 3 أبريل 2013

دعوة الإصلاح ..ماذا تريد؟

بقلم الشيخ / حمد حسن رقيط
منهج الإسلام ،منهج التجديد ،والحركة ، يكره الجمود ،ويمقت الكسل ،ويدعو أتباعه إلى تجديد إيمانهم في كل وقت ،وحين، ليكون المسلمون على أحسن حال، ومن هنا جاءت "دعوة الإصلاح" ،وهي شجرة متجذرة في أرض الخير أصلها ثابت، وفرعها في السماء. فمنذ تأسيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في مارس 1974م بإمارة دبي،بدولة الإمارات العربية المتحدة ،على يد نخبة من أبناء الإمارات، وبمباركة من حكامها الكرام ، ولم يتوقف عطاء هذا الدعوة ،ولم يضعف، بل ظلت شجرة الدعوة وارفة الظلال، كثيرة الثمار، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وبالرغم من الظروف الصعبة التي حاول البعض أن يثير شيئاً من الشكوك حول برنامجها ومرجعيتها، ونشاطها إلا أنه وبفضل من الله، وتوفيقه بقي تيار الإصلاح ومؤسساته ذات التوجيه الوسطي المعتدل قائمين على الحق معتصمين بحبل الله المتين واثقين من أنفسهم ومقدرين ثقة المجتمع بهم
.
وحتى تكتمل صورة هذه الدعوة الإصلاحية للجميع فيعرفها القاصي، والداني والقريب، والبعيد نجيب على بعض الأسئلة المثارة من ذلك:

ما مرجعية دعوة الإصلاح؟ وما رؤيتها الإصلاحية؟
الإجابة على هذا السؤال تعود بنا إلى الظروف التاريخية التي ساهمت في نشأة دعوة الإصلاح فهي:
أولاً: دعوة أصيلة نبتت جذورها منذ القدم على أرض الإمارات وهي تراث متراكم خلفه رجال صلحاء من الأمراء والشيوخ والعلماء وتلقته الأجيال كابراً عن كابر، وتكفي الإشارة إلى أن جمهرة من شيوخ العلم وعلى رأسهم الشيخ علي بن محمد المحمود التميمي المولود بالشارقة سنة 1848م قام بتأسيس مدرسته التميمية والتي سميت في عهد ابنه محمد بن علي "مدرسة الإصلاح" وسار على نهجهم علماء فضلاء من: أمثال الشيخ عبد الكريم البكري بالشارقة، والشيخ عبد الله بن محمد الشيبة بعجمان، والشيخ أحمد بن دلموك بدبي، والشيخ محمد بن سعيد بن غباش برأس الخيمة، والشيخ محمد نور المهيري بدبي، والشيخ مبارك بن سيف الناخي بالشارقة. وكلهم كانوا ينادون بفكرة الإصلاح ويدعون مجتمعهم إلى النهوض والتقدم في مختلف المجالات رافعين الشعار الدائم "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
".

ثانياً: إن إنشاء جمعية الإصلاح بدبي سنة 1974م جاء مواكباً لقيام إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة والذي قام سنة 1971م فكانت جمعية الإصلاح والتي دعت إليها حاجة المجتمع ثمرة من ثمار ذلك الاتحاد الفتي الذي أجمع عليه الحكام والمحكومون على السواء ولا يفوتنا أن نسجل للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله دورهما الكبير في دعم الجهود الإسلامية، وعلى رأسها إنشاء جمعيات الإصلاح وتشجيع القائمين عليها
.
ثالثاً: لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي جزء من أرض الجزيرة العربية في منأى عن الصحوة الإسلامية التي عمت بلاد العرب والمسلمين في مصر، وفي الشام، وفي بلاد المغرب، وفي الخليج، واليمن، وفي الهند، وباكستان واندونيسيا وماليزيا، وغيرها. بل كانت الحاضر الشاهد، وقد استفاد أبناؤها من هذه الصحوة المباركة وتداعوا إلى أهمية إنشاء مؤسسات إسلامية تشارك جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة فكانت جمعية الإصلاح.
رابعاً: فإن أغلب مؤسسي جمعية الإصلاح هم من أبناء الوطن الذين حظوا بالدراسة الشرعية في المعهد الديني بدبي، وقطر، والكويت، وأغلبهم أكملوا دراستهم في الأزهر، وفي الجامعات الإسلامية فكان منطقياً أن تتوجه جهودهم جنباً إلى جنب مع أهل الخير للتطوع في مجال إنشاء الجمعيات الإصلاحية .

أما مرجعية دعوة الإصلاح فهي لا تتجاوز أمرين
:
الأول: الكتاب والسنة وهما أصلان أساسيان في مرجعية الدعوة لقول الله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم شيئين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي".
الثاني: إجماع أهل الإمارات، وما اتصفوا به من حب الخير، وكراهية الشر وحب الإصلاح، وكراهية الفساد، وما اتفقوا عليه من أهمية غرس الفضائل كالنجدة والكرم، والشجاعة، والسماحة، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، ومحاربتهم لكل مفسدة، ورذيلة، ويشهد لهم التاريخ بذلك منذ أن هداهم الله إلى الإسلام. فهي مرجعية إسلامية، وبقالب محلي، وطني يراعى خصوصية البلاد وطبيعتها ولا يمنع هذا من قبول النصيحة من كل مسلم، وقبول مبدأ التعاون مع جميع المسلمين وفق رؤيتنا وقوانيننا المعتبرة
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق