الثلاثاء، 23 أبريل 2013

أيها الظالم ،،، رفقاً بنفسك!!

بقلم :سالم محمد الشامسي

OnlySalem1@

تشهد الإمارات ولأول مرة في تاريخها حراكاً سياسياً وإصلاحياً غير مسبوق بين محورين أحدهما يمتلك السلطة والقوة والنفوذ والآلات الإعلامية المختلفة من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية وبشر من مختلف التخصصات من معدين ومذيعين ومقدمين وصحفيين ، ناهيك عن الأموال الهائلة التي يتم صرفها لتحريك هذه الجيوش الإعلامية لتشويه صورة الطرف الآخر الذي لا يملك من القوى المادية غير مواقع التواصل الاجتماعي والتي لم تسلم هي الأخرى من قوانين كابته للحريات والحقوق أحدثها حبس الناشط عبدالله الحديدي لكتابته بعض التغريدات عما شهده من أحداث في محاكمة الطرف الثاني.

٩٤ مواطن إماراتي متهمون بقلب نظام الحكم تتم محاكمتهم في ظروف صعبة وبعد حبس انفرادي قارب السنة، لست هنا بصدد سرد تفاصيل القضية وما طال المتهمين من ظلم وتعذيب وقهر وحرمان من أبسط حقوق الإنسان ، فهناك العديد من المقالات والكثير من الشهود على هذه الانتهاكات ، سطوري التالية رسائل ابعثها لمن ظلم هؤلاء المتهمين ولأبين لهذا الظالم خطورة ما يقوم به من تلاعب بأرواح ومشاعر المظلومين وأهاليهم فاسمع وأنصت أيها الظالم.

أعلم أنك تمر بمراحل فرح وسرور لا تستمر طويلاً إلا وتنقلب كمداً وحسرة وهماً وغماً في قلبك وبدنك، إنك تطير فرحةً وابتهاجاً عندما تقرأ كتاباً يفوح حقداً وكذباً وتدليساً على الإصلاحيين، تعتقد أنك الرابح عندما تداهم بيوتهم ليلاً لتعتقلهم وتروع أطفالهم وأهاليهم، تضحك على ضعفهم وتسخر من قلتهم وتصفهم ب " الشرذمة " ، تحدث نفسك أن عليك واجب وطني بسحقهم وتدمير كرامتهم حتى وإن زورت لهم الاتهامات وملأت الكون ضجيجاً وكذباً أنهم خطر خطر خطر ... فالغاية عندك تبرر الوسيلة مهما بلغت خستها وحتى إن تعرت منها الأخلاق ، وأي خلقٍ أبشع من " الكذب " ؟
بعد يومٍ مليءً بالكذب والتدليس وتشويه الصورة تريد أن تخلد إلى النوم قرير العين هانئ البال وهيهات ، تداهمك الكوابيس وتراودك الشكوك ، تقول لنفسك : هل اقتنع الناس أن هؤلاء "شردمة" يسعون لقلب نظام الحكم؟
هل استطعنا تلفيق عدد مناسب من الأدلة التي ستقنع المحكمة بذلك؟

أنت نفسك غير مقتنع ومتيقن أنهم أبرياء فكيف ستقنعهم؟

تذكر أن هؤلاء "الشرذمة" ما زادهم السجن والتعذيب إلا عزاً وثباتاً ؟

ما بالهم لا يخضعون ولا يقبلون المساومة؟ ماذا لو استطاع الناس رؤية ثباتهم وقوة حجتهم ؟

تصدر صباحاً وبشكل مباشر منع نقل هذه المحاكمات على التلفاز ومنع أي منظمة حقوقية من دخول المحكمة، تحصر حضور اثنين فقط من أهالي المعتقلين لحضور الجلسة، وبشروط مشددة وبموافقتك.

ولم تنسى أن تسمح لجنود جيوشك الإعلامية بالتواجد لكتابة ما سيجري في المحاكمات على مزاجك.

تبدأ المحاكمات وتبدأ جيوشك الإعلامية بكتابة ما يروق لك ويزيدوا تشويهاً ل "الشرذمة" كما تعتقد ، أو كما تريد لنفسك أن تعتقد ..
تريد الآن أن تخلد إلى النوم قرير العين ولكن يقض مضجعك بعض تغريدات نقلها بعض أهالي المعتقلين، لا بأس إنها "تغريدات قليلة" أمام جيوش إعلامية جرارة، مهلاً ما هذا زادت التغريدات وحرقت هذه الجيوش ، بدأ الناس يصدقونها ، لا تستطيع النوم فتصدر صباحاً أمراً باعتقال عبدالله الحديدي كي يكف عن نشر الحقيقة "بسوء نية" في فضاء تويتر .
أنت الآن فرح مسرور بإنجازاتك وما زلت تحاول النوم وهيهات هيهات ،،، كيف ستذوق طعم الراحة وقد حرمت المعتقلين وأهاليهم منها؟

أتدري لماذا أنت في كمدٍ وهمٍ وغمٍ وشقاء وعناء ؟

لأنك بأموالك وجيوشك الإعلامية وحاشيتك ومعاونيك تحاربون من وعد الله بنصرتها، إنها دعوة المظلوم "وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين".

أيها الظالم رفقاً نفسك ، هل تعلم أنك قبل أن تظلم هؤلاء الأبرياء ظلمت نفسك؟ ذلك أنك تكلفها ما لا تطيق وتريد أن تواجه بها من وعد الله بنصرهم. حذر اللهُ تعالى آدم وحواء عليهما السلام من الأكل من الشجرة حتى لا يكونا من الظالمين "ولا تأكلا من هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" ،، فمعصية الله سبحانه وتعالى ظلمٌ للنفس.

في حالتك أيها الظالم أنت قمت بظلم نفسك قبل ظلم الأبرياء، وأنا لا أشفق عليهم لأن نصرهم قادم لا محالة بوعد من الله جل وعلا، إنما أشفق على نفسك الظالمة والمظلومة ، تدارك نفسك وانصرها بكف ظلمك قبل أن تقف خصماً لمن ظلمتهم أمام ملك الملوك ولا ينفعك مالك وجاهك وسلطانك ولا شهودك، نفسك التي ظلمتها ستشهد عليك " اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ،" أعضاءك التي ظلمتها وظلمت بها لن تسكت عن الحق يوم القيامة " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون "ماذا؟ هل ستغري أعضاءك بالمال أم ستخوفهم بجنودك؟ كل ذلك تبرأ منك فلا ينفعك غير عملك.

أيها الظالم ،، لقد تفننت في التنكيل بالأبرياء فوضعتهم لشهور في سجون إنفرادية مجهولة ، فقدوا الكثير من الوزن وتعرضوا لعدد هائل من الانتهاكات والتعذيب، ثم نقلتهم إلى أماكن لا تراعي أدنى مستويات حقوق الإنسان وكرامة المواطن. لا بأس فقد قلت لك أن الله سينصرهم بوعده، ولكني ما زلت أشفق عليك، لماذا؟
أطلق لمخيلتك العنان وتخيل أسوأ واقذر وأنذل وأحقر مكان تصله إليه،،، ربما اقشعر جسدك بمجرد "التخيل" ، كل ما تخيلته لا يساوي شعرة مما بشر الله به الظالمين، "وبئس مثوى الظالمين".

أيها الظالم ، احذر أن تكون من الذين لا يحبهم الله " والله لا يحب الظالمين "
ربما أدركت الآن لماذا لا تشعر براحة النوم، إنك تنام ويبقى المظلومين وأهاليهم يرسلون سهامهم ويبثون شكواهم للذي لا تنام عينه

تنام عينك والمظلوم منتبهٌ       يدعو عليك وعين الله لم تنم

يا أيها المصفقون للظلمة المتسلقون على أكتاف المظلومين، اتقوا الله في أنفسكم فلا تظلموها ، واحذروا أن يبعدكم الله مع المبعدين "وقيل بعداً للقوم الظالمين "
" إنني ارى تسابق الاحرار لنصرة ذويهم المظلومين، وإني اسابقهم لنصرتك انت باعتبارك أحد المظلومين الذين ظلموا أنفسهم، فنصرتك لنفسك سترفع الظلم عنك وعن الآخرين "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق