الخميس، 26 يوليو 2012

أيها الحكماء... تحركوا

بقلم خليفة راشد 


فجاة ومن غير إنذار ، طرق الباب واعتقل الأب من منزله...
فجأة ومن غير إنذار، اقتحم المكتب واعتقل الأخ من مقر عمله..
فجأة ومن غير إنذار، حاول الابن السفر لحاجته فاعتقل من مطار إمارته..

سيناريوهات بوليسية ، شاهدناها في أفلام الغرب فاستنكرناها ، فكيف بنا اليوم نراها واقعا تعيشه الأسرة الإماراتية في بلادنا يلعب بطولتها جهاز أمن الدولة، اعتقالات بعد اعتقالات ، تستهدف الجميع،  الكبير والشاب، الشيخ وابن القبيلة، الدكتور والأستاذ، الشيخ والخبير، العالم والطالب، حتى غدت الأسر الإماراتية تنام على خبر اعتقال ، وتصبح على خبر اعتقال آخر، فأصبحت سجون أمن الدولة تعج بخيرة ابناءها.

تتابع الأحداث ، ويمضي مسلسل الاعتقالات ، والأسر الإماراتية تقف حائرة مما يحدث، فهي تكن الولاء لقيادتها والثقة بتدابيرها، وفي الوقت نفسه هي تعرف أبناءها المعتقلين وتعرف حبهم لوطنهم وحرصهم على دولتهم، وولاءهم لقيادتهم ، والذي تترجم إلى  واقع عملي تشهد عليه مسيرتهم الممدودة وإنجازاتهم المشهودة، فتقف الأسر الإماراتية في حيرة من أمرها ، فهل تصدق ما رأته عيونهم من إخلاص المعتقلين ، أم تصدق ما تسمعه آذانهم من قصص يصيغها جهاز الأمن ويروج لها باستخدام أدواته وقوته؟
 هل تصدق تلك المواقف النبيلة في حب الوطن التي عايشتها مع أبنائها المعتقلين أم تصدق كلمات التخوين والتجريح التي رسم لوحتها ثلة من المستأجَرين؟ موقف صعب، ودوامة كبيرة وثبات أو اونفصام ، تعيشه الأسر الإماراتية اليوم .

فإلى حكماء القوم، وإلى عقلاء البلد، (تحركوا) لإيقاف هذه الفتنة، ( تحركوا) لإيقاف اعتقال الأبناء ، (تحركوا) لإيقاف تغييب الأشراف، ( تحركوا) لإيقاف المارد الأمني وتوغلاته، ( تحركوا) من أجل مجتمعنا ووطننا، ( تحركوا) فأبناؤكم ينتظرون دوركم فإن لم يكن اليوم فمتى يكون؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق