الأحد، 19 أغسطس 2012

عيدٌ بأي لون جئت ياعيدُ .. رسائل إلى #أهالي_المعتقلين





عيد بلا ألوان...  هو الوصف الأنسب لعيد أهالي المعتقلين، الكل توشح اللون الرمادي، البسمة رمادية، الثوب رمادي، الطعام رمادي، البسمة رمادية، بل وحتى العشرة دراهم أصبح لونها في عين ابن المعتقل رمادية.

إلى ابن المعتقل:
أرى الأطفال يتسابقون إلى حضن آبائهم، فهذا محمول ، والآخر يضحك ملأه العيد سرور، وأراك جالسا على عتبات الباب ترقب باب المنزل، أراك تكفكف تلك الدمعات التي تساقطت على ثوب العيد الجديد، فتحول الثوب الأبيض إلى رمادي باهت حزين
أراك يا بني رافضا العيدية، مختبئا عن الناس، مبتعدا عن الأطفال فمنظر الطفل مع والده يقطع قلبك ، ويدمي مقلك، أراك يا بني صائما يوم العيد، فاللسان صائم عن الكلام، والفم صائم عن الطعام ، وكيف يهنأ لك الكلام والطعام وأباك في غيبة الجب ينام، أي بني أراك تقلب التلفاز لعلك ترفه عن نفسك ، فتسقط عينيك على مسؤول وعدك بأباك فلم ينجز وعده ، أراك تنظرإليه بألم وتحسر، أرى دمعك يجري حزنا على أمل قد فات ووعد قد مات.
فصبرا يابن المعتقل .. فإن الفرج بإذن الله قريب

إلى أب المعتقل
أراك في مجلسك سارح البال ، يحادثك ضيوفك بخبر وسؤال ، وأنت في واد غير واديهم، وجو غير أجوائهم، فعقلك يفكر بولدك ، وقلبك يتذاكر أجمل الساعات مع ابنك، خيالك يصور لك واقعة الاعتقال ، وما صاحبها من إهانة وسوء أدب وابتذال، ونفسك تحدثك بحديث المسؤولين بأن ابنك (سيُعيّد) معك ولكن الواقع يحدثك بغير ذلك فيعتصر قبلك حسرة وحزنا.
أرى الجميع تمتد يده إلى الأواني  وما فيها من الأطياب، إلا أنت معتذرا عن المشاركة لأسباب أوردتها لا تمثل الحال بل واقعها أنه كيف يهنأ بالأكل وكيف يفرح بالعيد من ابنه في المعتقل؟!!
  فصبرا يا والد المعتقل .. فإن الفرج بإذن الله قريب

إلى زوجة المعتقل
أعلم حالك أخية، فما أقساها من بسمة خلفها سيل من الدموع، كم هي مؤلمة تلك الضحكة الصفراء تحاول ان تخفي واديا من الأحزان والهموم، كيف لا وصاحبك في صلاة العيد معتقل، كيف لا وموقظك واطفالك للصلاة نوره قد أفل، كيف لا وأنت ترين أخواتك مع أزواجهن وأنت في العيد بلا زوج، كيف لا وانت ترين ابنك الصغير يبحث عن عيدية بابا، كيف لا وفستانك الجديد أبلاه حزنك ، فأصبحت ألوانه باهته، وبقى في كيسه معلقا.
فصبرا يا زوجة المعتقل .. فإن الفرج بإذن الله قريب

 
إلى ابنة المعتقل
أعلم مكانك الآن، تتظاهرين بالمرض على سرير النوم ، تلتحفين الفراش ورأسك على وسادة قد بللتها الدموع، تزورك صديقاتك فترفضين مقابلتهن ، فالكلام ممنوع، والضحك مرفوض، والترفيه محرم، هذا ما اخترتيه لنفسك ، فكيف تفرحين بالعيد وأبوك في سجن الحديد، وكيف تلبسين الجديد وأبوك عنك بعيد؟!!
فصبرا يابنة المعتقل .. فإن الفرج بإذن الله قريب

إلى أم المعتقل
تلونت يداك بالحنة أملا بالفرج، فما أقساه من لون في اليد يبعث على الفرح في وقت فات فيه الأمل ضاع فيه الوعد فأصبح الفرح حزنا وأصبحت ألوان الحنة خيبة أمل!!
أيا أمي صبرا.. فإن كان وعد البشر قاصرا فإن وعد الله ناجز وعلى الإفراج قادر
فصبرا يا أم المعتقل .. فإن الفرج بإذن الله قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق