الأربعاء، 29 أغسطس 2012

قُتل الخراصون !!




بقلم عبدالله سالم

بصفتي مواطن إماراتي يقف على مسرح الأحداث الجارية في الشهور الثلاثة المنصرمة مختاراً التأمل فيها لا الجلوس على مقاعد المتفرجين سآمةً من المواقف المتناقضة بالرغم من حشد الحملات الإعلامية والبيانات الغامضة وكم الأخبار المريبة عن الحدث، وبالرغم من حجم التهم الموجهة لما يسمى بالتنظيم تارةً وبالخلية تارةً أخرى، إلا أن الأمر لازال يراوح مكانه والشعب لا يرى قضاءً يفصل ولا نيابةً تثبت اتهاماً ولا دفاعاً ينفي تهمةً، وفي الوقت ذاته يفرض على الشعب أن يسمع سباً وشتماً وتخويناً وهتكاً لأعراض (الإصلاحيين) الذين أعجب من تسمية الأمن لهم بنفس المسمى الذي فيه إثبات لصفة الصلاح التي لا يختلف عليها اثنان، ولعل هذا الأمر من أعجب ما لفت نظري في القضية.

وأخشى ما أخشاه فبركة السيناريو المتوقع والذي استطاع استنتاجه محللين من إدانة للبعض وبراءة للبعض الآخر تحت مسمى احتواء الأزمة ونظل في دائرة  التلفيق ثم العجز عن إثبات التوقعات التي تخيلها بعض السادة خريجي الأمن المخابراتي العربي، فلا تحقيقات موضوعية ولا أدلة واضحة ولا محاكمات عادلة ولا قضاة يبحثون عن الحقيقة، بل هي تهم معلبة مجهزة مسبقاً وتدور التحقيقات حول طرق إثباتها، حتى إذا أُسقط بين أيدي المحققين ورأوا الفجوة الظاهرة بين تلفيق فريقهم الأمني الأول الذي ساق التهم وأحضر المتهمين وبحث عن الأدلة وبين واقع التعامل مع الموقف الحقيقي الغامض الذي تنقصه الكثير من التفاصيل وتشوبه الكثير من الثغرات.

فإذا أضفنا إليه فشل المحققين في إكراه المتهمين على الاعتراف بما نُسِب إليهم حينها ترفع راية العجز ويبدأ البحث عن مخرج من الورطة، وتستعد العقول الأمنية المتعثرة للخروج للعالم بثوب المحافظين على أمن الوطن والحريصين على احتواء أفراده، فيأتي السيناريو المتوقع الإدانة ثم العفو لتحويل القضية إلى منةٍ ومكرمة للمفرج عنهم، وما يترتب على هذا العفو من ضرورة ستر الانتهاكات والمظالم التي تعرض لها المتهمين دون المطالبة بأي حق وإلا سيكلفهم ذلك الكثير في المستقبل.

وسوف يكون ذلك دليلاً واضحاً كالشمس على براءتهم من التهم المنسوبة إليهم، وعلى كذب الأمن وتضليلهم للقيادة والشعب.
بحق هذا الوطن الذي يتوقع منكم الشفافية والعدل والانصاف وبحق وطن القانون والحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين وبحق الإنسانية التي تنتهك في بلادي قدروا عقولنا التي حيدتموها، قدروا التعليم الذي تلقيناه ولن تستطيعوا أن تتجاوزوا أثره فينا. فوالله ما زادتنا تصرفاتكم إلا تكذيباً لكم وتصديقاً ببراءة من خدعتمونا بتخرصاتكم عنهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق