الأحد، 26 أغسطس 2012

كيف اتعامل مع ابنتي بعد اعتقال والدها؟؟ استشارة واقعية وصلت للأستاذ أحمد الشيبة



سؤال من زوجة المعتقل محمود الحوسني للأستاذ أحمد الشيبة الاستشاري التربوي على موقع تويتر،
تعد هذه المشكلة مثال لأثر غياب المعتقل عن أبنائه ، والعبء الذي يتضاعف على الزوجة في غيابه.

ويكبر تساؤل لدينا مع كل الخروقات القانونية التي تشوب قضية معتقلي الإمارات من المسؤول عن التعويض النفسي والمعنوي للأهالي المعتقلين عن غياب ذويهم؟ خصوصاً أنهم غائبون قسراً في ظروف غامضة وبغير أسباب واضحة وتمنع الزيارة عنهم !!

السؤال والتغريدات كما نشرت بتاريخ 25\8\2012م على صفحة الأستاذ أحمد الشيبة النعيمي على موقع تويتر:
@fono0on : أستاذ أحمد..ابنتي عمرها خمسة سنوات.. منذ أن اعتقل والدها
اصبحت عصبية وعنيدة.. وتبكي كلما ذكرت اسم والدها..كيف أتعامل معها؟

أ. أحمد الشيبة النعيمي @ahmedshb71:
بداية أود أن أقول لأهالي المعتقلين جميعاً إن الله قد اختصكم بهذا الابتلاء، و إنما يبتلا المرؤ على قدر إيمانه. صبركم طاعة و ثواب
ثم إن الابتلاءات هي فرص لتربية ذواتنا و أبنائنا يمنحنا الله إياها و لها آثار عظيمة لمن أحسن استثمارها
و بغض النظر عن طريقة الاعتقال و الاحتجاز فإننا يجب أن نراعي عدة مسائل
أولا: أن نراعي عمر الأبناء و المستوى. العقلي في استيعاب الأمور
.
ثانياً: أن نحفظ مكانة الوطن و حبه في نفوس الأبناء
.
ثالثاً: أن نستوعب الانفعال الذي يتسبب به فقدان الأب
.
خأامساً:ن يكون ذلك فرصة للتدريب على تدريب الابن على ضبط الانفعالات
.

ابنتك ذات الخمس سنوات لن تستوعب بعض القيم التي تحتاج إلى شرح كبير كالعدالة و الظلم و من الأفضل أن لا تذكر لها
.
و لكن ستبقى لديها تساؤلات: من الذي غيب أبي عني؟ لماذا لا أستطيع رؤيته؟ لما لا أتصل به متى أشاء؟ و لا بد من إجابتها
أذكري للطفلة أن أباها سوف يعود بإذن الله حالما ينتهي من مهمة ينجزها و يأتي
.
أذكري للطفلة أن أباها يحبها، ففي هذا السن يقلق الطفل من فقد الحب، و يظن أن فقدان أحد الوالدين معناه أنه لا يحبه. و لذلك يكون عصبياً
تشابه حالة الأطفال حالة اليتيم الذي يحتاج إلى تعويض لوجود الوالد. فحاولي أن تجعليها تلتقي بأخوالها و أعمامها و تخرج معهم.

لا تكبتي مشاعرها إن هي حاولت أن تعبر عنها بل ساعديها على التعبير عنها بشكل إيجابي. مثلاً: أنت تريدين رؤية أبوك؟ أنت تحبين أبوك؟
لا بأس بأن تجعليها تقوم ببعض الأمور التي تفرغ طاقة العاطفة، كتقبيل صورته قبل نومهاو جعلها بجانبها،أو تسجيل بعض الأناشيد له أو الرسم.

حين تغضب اسأليها: هل يمكن أن يكون تصرفك بشكل أفضل؟ هل تعتقدين أن والدك يحب هذا التصرف؟ دون تهديدها بأنك ستخبيرنه بتصرفاتها.
بعض الأطفال يشعر بالذنب لفقده شخص ما ظاناً أنه السبب
. أكدي لها أنها ليست مقصودة بذلك و أن هذا يخدث مع غيرها أيضاً من الأطفال.

حاولي إشراك البنت في أنشطة تلهيها عن التفكير الطويل عن فقد والدها.وليس من المصلحة أن تلها بشكل دائم ولكن بشكل جزئي حتى تمارس حياتها
أخيراً.. أعتقد أن حرمان الطفل من رؤية أحد والديه دون وجه حق جريمة يعاقب عليها القانون
. أدعوك للتوجه لأحد المحامين لاستشارته في ذلك.

من المهم أن تفهميها أختي بأن الغياب سنة من سنن الحياة. و لكن بما يتناسب و سنها
. أي أنها حين تذهب للمدرسة تغيب لفترة عنكم..
و حين يذهب والدها للعمل يغيب فترة عنكم، و المسافر يغيب.. و هكذا و أن الغياب ليس له علاقة بالشخص و إنما هو للجميع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق