الاثنين، 27 أغسطس 2012

معاناتنا بدونهم


بقلم أهالي المعتقلين


هاشتاق (#_معاناتنا_بدونهم) جمعنا نحن أهالي المعتقلين بثثنا همومنا وتشاركنا أحزاننا لتجمعنا المحنة بعد أن فرقتنا  الحياة في دروبها المختلفة.
آهات أمهات وأنين زوجات وبكاء أطفال وأحزان إبن ودموع إبنة حملتها رسائل الشوق والقلق لأرواح طاهرة ووجوه متوضئة ونفوس حرة لا زالت تصارع ظلمة السجون وظلم السجان وأساليب التعذيب وامتهان الكرامة.
أتعلمون قيمة هذا الشعور بالوحدة والإخاء الذي يجمعنا في هذا الهم المشترك وكم هي التأثيرات الإيجابية التي نشعر بها ونحن نكتب عما أهمنا وإن بعدت المسافات بيننا، أن نلتقي لنناقش قضيتنا تتوحد القلوب والأفكار وتجتمع الأرواح المتعارفة المتآلفة فإذا بنا أصلب عوداً وأقوى عزيمةً وأكثر إصراراً على المضي قدماً في حراكنا الدائب لعرض قضيتنا والدفاع عنها بكل ما أوتينا من أدوات وإن بدت للبعض أنها بسيطة إلا أنها ببركة من الله تجد طريقها للقلوب وتبث الوعي الذي هو أكثر ما يخشاه عدوكم الذي عشعش الظلام في نفسه وصدق بعقله كذب لسانه فحوله الارتباك إلى متخبط يحشد أفراده ليتابعوا ما تكتبون والرد عليكم بأقذع الألفاظ وأنباها ليعكس حجم السوء والخبث الذي يعيش في مستنقعه.
نحن اليوم أكثر قناعةً بأهمية الدور المنوط بأهالي المعتقلين، وأكثر إصراراً على الدفاع عن معتقلينا بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم القانونية بوجود محامي دفاع عنهم، فنحن محاموهم بكل ما أوتينا من إمكانيات كبيرنا وصغيرنا رجالنا ونسائنا علنا نرد بعض جميلكم علينا فلقد حرصتم على تربيتنا وصلاحنا واستقرار بيوتنا وبررتم بآبائكم وأمهاتكم فلن يضيع الله أعمالكم.
ها نحن نشد على أيدي بعضنا بعضاً ونعلنها لمن ظلمنا أو تعرض لعرضنا بالتخوين أو السب أو الشتم أننا لن نتخلى عن دورنا الذي اختاره لنا المولى عز وجل في الدفاع عن أحبابنا، وسنبقى فخورين بهم وبإنجازاتهم، ولن تستطيعوا أن تُأثروا حتى في صغيرنا، وسنبقى شوكة تؤرقكم في الليل والنهار.
وسيبقى نور الاحتساب يشرق في قلوبنا، وسهام ليلنا متوجهة لديان السموات والأرض، وسترون آثار جرائمكم عاجلاً غير آجل، فإن انطفأ نور أبصاركم فتذكروا قناديل النور التي حرمت منها بيوتنا من قائم في الليل وصائم في النهار وقارئ لكتاب الله، وإن أصابتكم الأسقام وكثرت آهاتكم على أنفسكم وأحب الناس إليكم فتذكروا آهات الآلم التي أرسلناها لرب السماء، وإن ذُلِلتم وأهينت كرامتكم فتذكروا أنكم تعرضتم لأعراضنا زوراً فآن الأوان أن يسترد الدين من أعراضكم بل من أحب بناتكم إليكم، وإن ضيق عليكم في أرزاقكم وحرمتم رخاء العيش الذي تنعمون فيه فتذكروا ظنكم الذي خيبكم عندما حاربتم الله بقطع أرزاقنا ونسيتم أن في السماء رزقنا ورزقكم فما كانت سعتكم إلا استدراج وما كان التضيق علينا إلا ابتلاء رأينا بركاته في الدنيا قبل الآخره.
لنا الله ولا مولى لكم، ولنا طهارة قلوبنا وأيدينا ولكم مظالمكم وفسادكم، ولنا استغناؤنا بالحلال ولكم محارم استحللتم انتهاكها، فانتظروا حكم من لا يُظلم عنده أحد.
ولينتظر قاضيكم الظالم ناراً يجر لها قبل غيره فلن ينفعه لقب الدنيا بعد أن تخلى عن واجبه بل سيتخلى عنه قاضي السماء حتى يكب على وجهه في النار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق