الاثنين، 25 مارس 2013

الشيخ حمد رقيط الذي عرفت


بقلم: محمد عبدالله المطر

من الجميل أن يتذكر الانسان ويثني على أصحاب فضل عليه، أو من يعرف من الناس الاخيار، سواء في مجتمعه أو بالخارج ،وخاصة عندما يصاب أحدهم بمحنة ،أو بلاء ،أو وفاة ،وذلك ليعرّف الناس بهؤلاء الأخيار الصالحين العظماء .

وسأكتب هنا كلمات تعبّر عن ما في خاطري تجاه الشيخ الفاضل حمد حسن رقيط ،من الامارات الشقيقة، الذي ابتلي كغيره من الدعاة الى الله هناك بحملة الاعتقالات والتضييق مؤخراً ،والكلام على ما يحدث في الامارات الشقيقة من فتنة (عسى الله أن يزيلها) بين الدعاة والسلطة ،وترجع الامور كما كانت، وأفضل من العلاقة يطول الكلام فيها وليست في محل المقال .

تعرفت على الشيخ حمد رقيط عندما ذهبت لأدرس في دولة الامارات الشقيقة بجامعة الشارقة في أواخر عام 2004م ، فقد ذهبت اليه مع أحد الاصدقاء ،وكنت أسمع عنه كثيراً ،وعن أفضاله، وجهوده في الدعوة الى الله تعالى، وعندما إلتقيت به، وتحدثت معه ،قال لي: مارأيك بالامارات ؟ فقلت له :جميلة بسكانها وأهلها الطيبين، لكني أشعر بالغربة ،لأني أول مرة أسافر خارج الكويت لفترة طويلة ، فقال لي بيت جميل للامام الشافعي رضي الله عنه وهو :



سافر تجد عوضاً عن من تفارقه = وانصب فإن لذيذ العيش في النصب



فكان لهذا البيت وقعه في نفسي في تحمل الغربة وأنا مستجد هناك .

سأذكر مجموعة من الأمور التي استفدتها من الشيخ حمد من خلال معرفتي البسيطة به وهي :
1 - الحرقة على الاسلام والمسلمين : فكان دائما حديثه ،وشغله الشاغل ، الكلام عن أحوال الأمة ،والدول الاسلامية ،وما يحدث فيها ،وكان يستمع لكل من يزوره من شتى البلدان ،ويسألهم عن أحوالهم ،وينصحهم.
2 - الصدقة والحث عليها: فمن يزوره من الفقراء، والمحتاجين، والجاليات الاسلامية، ويطلبه ويسأله عن المساعدات ،فما كان يتردد في دعمه ،والتبرع له ،أو ارشاده لمتبرع .
3 - التواضع : من يعرفه، لا يجد أنه يفرق بين كبير وصغير، من التعامل، والاحترام، والتقدير، فكان يجلس معنا، ويناقشنا، ويمزح معنا، ونحن في عمر أبناءه، أو أصغر، وعندما ينصحنا ،يتعامل كصديق، وليس كشيخ، أو داعية معروف ، له منصب بالدولة .

4 - شحذ الهمم واستغلال المواهب : فمن هو متميز في قراءة القرآن، أو القاء الخواطر، أو القصص ،وغيرها ،يحثه على ذلك، ويجعل له في مجلسه فقرة .

5 - الكرم وحسن الضيافة : فكلما نزوره يحسن استقبالنا، كأننا اول مرة نزوره ،يكرمنا ،ويولم لنا ،ويكون مجلسه وبيته عامراً بالضيوف والاحباب .

6 - داعية في كل مكان : فتجد له مقالات بالصحف ،وكتب ،وكتيبات كثيرة، ففي كل مكان له موضع قدم للدعوة ،ونصرتها، وحث الناس على الابداع، والتخطيط ،وكل من يزوره يهديه كتبه واصداراته.
7- معتدل ووسطي : مع الدعوة بالحسنى، والاسلوب الحسن، والطيب، وضد الحماسة المندفعة ،وغير المتزنة .
8 - محب لوطنه: فدائما يتكلم عن وطنه ، ينشد الخير له ،ويتحدث عن رموزه ،ويثني عليهم.
9 - صاحب علاقات واسعة، مع رموز العوائل ، والدولة ، وله علاقات طيبة مع الدعاة الى الله تعالى في مختلف الدول.

هذه مجموعة من الصفات التي وجدتها بالشيخ حمد حفظه الله ،ولعل الشيخ المستشار عبدالله العقيل في كتابه أعلام الحركة الاسلامية ،كان يقول أنه لا يكتب عن أي علم الا عندما يتوفاه الله، وقد أخذ ذلك من الامام البخاري رضي الله عنه ،ولكني رغبت في الكتابة عن الشيخ ،حتى يعرفه ،أو يذكره، من لم يتعرف عليه ،وحتى يعرف العالم ،أن هؤلاء الاحرار المعتقلون في الامارات، ليسوا مجرمين، أو دعاة فوضى وانقلابات، أو خونة لوطنهم، بل هم من خيرة الدعاة، وممن هم يرتفع اسم الوطن بأفضالهم وأنشطتهم.



المصدر




















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق