السبت، 18 مايو 2013

قراءة في مرافعة رئيس دعوة الإصلاح أمام المحكمة الاتحادية العليا: محاكمة تاريخية لجهاز الأمن ودروس للأجيال في الوطنية والولاء "المحاكمة ليست لدعوة الإصلاح بل لكل مؤسسات الدولة الإماراتية"


وقف رئيس دعوة الإصلاح الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي أمام محكمة أمن الدولة في مرافعة تعد من المحاكمات التاريخية و العلنية لجهاز أمن الدولة ، أحتوت أيضاً على تربية وطنية وأخلاقية للجهاز بعد انتهاكات طالت أعضاء دعوة الإصلاح طوال عامين من الاعتقال والانتهاك التعسفي .
 
 رئيس الدعوة أوضح أن "المحاكمة ليست لدعوة الإصلاح بل لكل مؤسسات الدولة الإماراتية" ؛ فالأنظمة تحاكم بنظر الشارع والمواطن الإماراتي الذي يعّول عليها أنتشال الدولة والحفاظ عليها ويتمثل بالمؤسسات الثلاث النظام القضائي والإعلامي والنظام الأمني ، هذه الأنظمة الثلاثة تمثل عصب الدولة وأساسها في ظل غياب المؤسسة التشريعية التي تمثل المواطن ، وهي أمام أختبار واضح من قبل الشعب.الشيخ القاسمي أعقب ذلك بالتمنى بالنجاح للجميع في هذه المحاكمة أمام الشارع. 

 منذ عام ونيف - 20ابريل  2012م- والشيخ سلطان القاسمي  في السجن السري وتنقل بين غرفة في قصر ابن عمه حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي إلى سجن سري في أبوظبي تعرض خلالها للإنتهاكات .

أوقفت المرافعة التي قادها حول تاريخ دعوة الإصلاح النّير منذ التأسيس حبل أباطيل جهاز أمن الدولة ، ورد على حديث النيابة (الكاذب) عن التكتيك المرحلي من أن الدعوة تسعى من وراء المطالبة بالإصلاحات للإنقضاض على الحكم أو الإستيلاء عليه . أوضح الشيخ القاسمي أن صمود الناشطين في السجون ليس تكتيكاً مرحلياً ؛ فمن يملك روح الوطن في قلبه هو الوحيد الذي سيصمد في وجه فوبيا الجهاز الأمني وأمام التعذيب، وأعلن الشيخ القاسمي بإسم دعوة الإصلاح أن الحكام خط أحمر ولهم حق الطاعة والنصح بالمعروف .
 
دروس الوطنية
 
رئيس دعوة الإصلاح في  مرافعته  مثل كل أعضاء دعوة الإصلاح ،فكان المدافع الرئيس عنها وعن الناشطين المنتمين لها، فأكد أن دعاة الإصلاح يجددون حبهم وولاءهم الذي لا تزيده حادثات الليالي إلا إصراراً. "هذا ليس تكتيكاً مرحلياً. حكامنا يعتبرون خطاً أحمر ولهم علينا حق الطاعة والنصح بالمعروف". ؛ أُعجب رئيس دعوة الإصلاح وتعلم دروساً عندما رأى صمود شباب الدعوة :" من أشكال الوطنية أن تؤذى وأن تضحي، وأن تخسر وظيفتك وتجارتك، وتدخل السجن. تعلمت دروساً في الوطنية من هؤلاء الشباب، ومن وجوههم النضرة. نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير عليكم".
 دروس المعتقلين في الثبات على مبادئ الوطنية والعقيدة الصحيحة التي تدين بالولاء لحكام الإمارات هي مدعاة للفخر لكل إماراتي ، ومطالبة الشيخ القاسمي أن يكون آخر الخارجين من السحن ، مدعاة لفخر كل شيوخ الإمارات أن تكون هذه الوطنية التي أنتجتها دعوة الإصلاح لتعليم الشعب وتربيته على التمسك بالوطنية والفخر بعشاقها .
 أكد الشيخ القاسمي أن جهاز الأمن ينظر أنه فوق كل السلطات بلا أستثناءات وكشف عن ذلك من خلال مخالفته لكل الأوامر التي أصدرتها المحكمة ومخالفة القوانين الدولية والمحلية بالقول:" نعلن عن استغرابنا لتعامل جهاز الأمن، وكأن لسان الحال أن سلطته فوق كل سلطة أو قانون. واخواني ذكروا كثيراً من الانتهاكات. حتى الآن، رغم طلباتي المتكررة، منذ الأسبوع الأول لاعتقالي، لم أتمكن من اللقاء بالمحامي، هذا رغم أمركم كرئيس محكمة".

ترويج جهاز الأمن أن الدولة ضعيفة 

وشن الدكتور سلطان القاسمي هجوماً قانونياً على نيابة أمن الدولة بسبب حالة التسيب في عدم وجود أدله مادية دامغة  في القضبة ،وكل ما أوردته  حالات تشكيك ومحاكمة للعقل لا محاكمة بأدلة .فقد جمع الشيخ القاسمي في ردة على مرافعة النيابة العامة بين أسلوبين الوطني والقانوني ، فأوضح أن الإتهامات مقدمة لا علاقة لها بالنتيجة ، و نبه إلى أن التهمة الملقاه غير محتملة " وهذا الاتهام يقوم على أن الدولة ضعيفة. هذه إهانة للدولة. لقد وعى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن النظرة الأبوية الأصيلة هي الأصل، وهو أب بحكمته وأخلاقه، ولا يمكن أن يكون خصماً لأبنائه."
 وأوضح  أن وعي رئيس الدولة هو صمام أمان للدولة ، أنتج  خلال العقود السابقة علاقة حب قوية بين المواطن والقيادة هذا الحب والوئام بمثابة صمام آمان  آخر للوطن ؛ وألقى باللوم على جهاز أمن الدولة في الانتهاكات الحاصلة في مجال حقوق الانسان بحق المعتقلين ؛وأوضح رئيس دعوة الإصلاح أن جهاز أمن الدولة سعى إلى خلط الأوراق ،بعد التوقيع على عريضة المطالبة بالإصلاح :" . ليعذرني إخواني في جهاز الأمن أن أكون صريحاً. نقطة التحول كانت بعد عريضة المطالبة بتطوير المجلس الوطني الاتحادي، فكانت النتيجة سحب جنسية سبعة مواطنين، وإلغاء مؤسسات وإقالة موظفين".
 الانتهاكات كانت عقب المطالبة بعريضة الإصلاحات مارس/آذار2011 التي سعت من خلالها القوى الخيرة في البلد إلى العمل من أجل تمثيل الشعب تمثيلاً صحيحاً في المجلس الوطني الإتحادي ،والعمل على  تقديم الإصلاحات ومساءلة الحكومة .، كان نواب المجلس الوطني الإتحادي في بداياته بالسبعينيات يعتبرون المؤسسة الأمنية إحدى مؤسسات الدولة ، وبالتالي يمكن توجيه اللوم اليها في حالة التقصير،وهذا بالضبط ما تحدث عنه الشيخ القاسمي عندما قال "عندما ننتقد الممارسات الخاطئة لجهاز الأمن فليس بصفته عدواً. هو مؤسسة كباقي المؤسسات وننتقده من باب الحرص، كما ننقد وزارة التربية أو  الصحة ."

المسؤولية الرسمية
 
بعد أن أسست مرافعة رئيس دعوة الإصلاح الشق الوطني والتربوي والتاريخي لجهاز الأمن أنتقل إلى الشق القانوني والرد على مرافعة النيابة بالقول:" تتشرف دعوة الإصلاح أن تؤدي واجب الدعوة إلى الله  انطلاقا من الآية القرآنية الكريمة "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت". لقد تقبل مجتمع الإمارات وعلى رأسه الحكام، هذه الدعوة ودعمها.  وتحدث عن تكليفه القيام بمهام  رئيس جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي برأس الخيمة ، حال عودته من دراساته العليا في الخارج، من قبل  المغفور له  الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم     رأس الخيمة السابق، رحمه الله.
 
جمعية الاصلاح ودعوة الاصلاح

وحول الفرق بين "جمعية الاصلاح" و"دعوة الاصلاح" أوضح أن دعوة الإصلاح  هي القسم  الدعوي من الجمعية الى جانب القسم الخيري المتمثل بلجنة الرحمة الخيرية ، والقسم الاجتماعي فيها ، وأنه يترأس الجمعية الى جانب تحمله لجنة "دعوة الاصلاح"ولذلك " أنا رئيس الجمعية والدعوة. مسؤوليتي كانت بصورة رسمية، وتقع في ما تركه الدستور لحكام الإمارات لا جريمة إذا كان الفعل مخولاً من قبل القانون".
 حاكم رأس الخيمة (حفظة الله) هو أحد أبرز الممثلين للقانون فمن الغرابة أن يتم اتهام رئيس دعوة الإصلاح بأن جمعية الإصلاح سرية .
 
بين السرية والعلنية
 
وتحدث الشيخ سلطان القاسمي  عن اتهام دعوة الاصلاح بالسرية  فقال :"بالنسبة للسرية والعلنية حسب النيابة، وكما سمتنا أمام الإعلام "التنظيم السري"، فأين السرية. إذا كانت أسماؤنا معلنة في الإنترنت والصحافة. البرامج معلنة أيضاً، وهي أشهر من برامج جمعيات النفع العام المباركة. العلنية تعتبر معيار جودة مثل الوازع الديني، ولكل مرحلة من مراحل الدعوة معاييرها الخاصة للجودة. الإعلان ليس ضد السرية، وقد يكون تأكيداً لما هو معلن أو معروف".

المطالبة بحق التجمع
 
واختتم الشيخ سلطان القاسمي مرافعته الشفهية بالمطالبة بأن "يكون لنا حق التجمع في جمعية مرخصة، في ضوء الأمن والقوانين وتحت المراقبة، كما أطلب الكفالة والبراءة لكافة المتهمين وأنا آخرهم، و " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "  .
هذا و ينظر للشيخ الدكتور سلطان القاسمي رئيس دعوة الإصلاح أنه أحد مفكري الخليج والوطن العربي ؛ويقول عنه المقربون منه أنه يمتلك روح وطنية عالية وهامة تنافس قمم الجبال ، ويعتبر إحدى المدارس الوطنية المساهمة  في بناء دولة القانون والمؤسسات ، وتعرض لمضايقات كبيرة من قبل جهاز أمن الدولة منذ توليه رئاسة دعوة الإصلاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق