الاثنين، 27 مايو 2013

رسالة من معتقل في سجن الحرية لوزير الدولة للشؤون الخارجية : عفواً معالي الوزير!


عش رجباً ترى عجباً , مثل دارج على ألسنة الناس و لكن مع دخول شهر رجب طالعتنا الصحف اليومية بتصريح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في مواقع التواصل الاجتماعي رداً على رسالة دعاة الإصلاح المعتقلين الى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يحفظهما الله ، بشأن محاكمة  "دعوة الاصلاح"  ، فيما يسمى افتراءً وللأسف الشديد بالتنظيم السري ، وبصفتي أحد هؤلاء المعتقلين اكتب هذه الكلمات لمعالي الوزير والذي تناسى أن براءتنا هي الأصل لأننا في مرحلة الاتهام ، إلا إذا كان قد اطلع على الأحكام المراد اصدارها قبل نهاية المحاكمة ، كما أرجو أن يتسع صدرك للرأي الآخر ، لأنك استبحت التحدث فينا كما تشاء فعليك أن تسمع منا إذن .

 1 -  أعجب من شخصية الأستاذ الجامعي والذي تخرج على يده مئات الطلبة في علم السياسة وأصبحوا في مناصب قيادية ، أن ينتقد مجموعة مسالمة تجاوزات السبعين معتقلاً دون أن يكلف نفسه عناء التثبت من صحة ما يُقال عنهم ، فأنت يا معالي الوزير من أوائل الأشخاص الذين يجب أن تهمهم الحقيقة وليس أي أمر  آخر ، لأنك بصفتك الرسمية ،تلتقي مع جمعيات حقوق الإنسان في العالم ،وتمثّل الدولة في المؤتمرات الخارجية، وتُسئل عن هذه القضية التي شغلت الداخل و الخارج , فكيف لك بالجواب وأنت لم تكلف نفسك عناء زيارة أحد السجون لترى بنفسك و تسمع بأذنك ، لا أن تحكم بقناعاتك الشخصية و انطباعاتك الفكرية والتي استقيتها من التقارير الأمنية المضللة , فأنت لا تمثل نفسك، بل أنت متحدث بإسم الدولة ، وبإسم رئيسها الشيخ خليفة بن زايد يحفظه الله ،وقول الحق مسؤوليتك قبل كل شئ وليس ترديد الافتراءات .

2 -  اكتب للسيد الوزير ،وللمجتمع الإمارتي ،وللتاريخ، بعضاً من الواقع الأليم في هذه القضية ، لأن ما حصل لدعاة الإصلاح خلال هذه السنة، لايمكن أن تخطّه الكلمات، أو تعبّر عنه المرادفات، ولكن أحاول ان أبسطها في عدة نقاط مختصرة :


* معظم الدعاة الذين تم القبض عليهم لم يُبرز لهم أذن النيابة العامة بالقبض أو التفتيش ،و ثلاثة منهم اختفوا لمدة خمسة أشهر ،ثم عرضوا على النيابة ،وتم الادعاء بأن القبض عليهم تم قبل يومين من العرض على النيابة (!!) و لا زال أربعة من دعاة الاصلاح قيد الاختفاء القسري و منذ ثلاثة أشهر حتى الآن و لايعرف مكانهم .. فهل هذا إنصاف يا معالي الوزير ؟! وهل هذا هو القانون ؟! أم أنك لا تسمع الأنين وتلك الصرخات الحرة !!

* تم وضع جميع الدعاة الذين قُبض عليهم في سجن انفرادي لمدة سبعة أشهر ، وهذا يتعارض مع إتفاقية مناهضة التعذيب الدولية و التي وقّعت عليها دولة الإمارات وأعتقد أنك يا معالي الوزير تعلم استحقاقاتها ، وهذه السبعة أشهر فيها من الانتهاكات لحقوق الانسان الشئ الكثير ، فالتكييف بارد ، و الإضاءة مستمرة ، و الجلوس في غرفة 2×3 دون الخروج للشمس ،والمنع من المشي طوال هذه الفترة ، وقطع الاتصال نهائيا بالعالم الخارجي ، وغيرها من وسائل الإذلال و الإيذاء و الذي أدى إلى إصابة جميع المعتقلين بأمراض مزمنة ناهيك عن الإيذاء النفسي , فيا معالي الوزير هل تعلم أن هذا يحدث في الدولة و في سجون مجهولة المكان ؟! خارجة عن نطاق القانون أم أنَّ هذا الأمر لا يعنيك بشئ !!

* أُبين لمعالي الوزير الذي صرح مجرّحاً و متهماً دعاة الإصلاح بالمبالغة ، أنه قد تعرض الكثيرين من دعاة الإصلاح إلى تعذيب جسدي شديد وذلك بالضرب المباشر على كافة أنحاء الجسم والتعليق من الأكتاف وتقليع الأظافر والضرب على الوجه والأعضاء التناسلية و التهديد بالصعق الكهربائي والتهديد بالقتل و غيرها من وسائل كنا نسمعها في ممارسات الأجهزة الأمنية في الدول الظالمة , ولكن يامعالي الوزير أن يحصل هذا عندنا في دولة الإمارات فهذا أقرب للخيال , ولعلي أعذر شخصاً يقرأ مثل هذه الكلمات ولا يصدقها لأنه لا يمكن تصور صدورها من أبناء الإمارات ، ولكن لا عذر لك يا معالي الوزير وأنت تستطيع الحصول على المعلومة الصحيحة إذا أردت .
  
* لم تتوافر مقومات العدالة في سير هذه القضية ، فلم يسمح لأي من الدعاة الإلتقاء مع محاميه أثناء التحقيقات وحرمنا فترة طويلة من ملف القضية وحقنا في الدفاع عن أنفسنا بل أزيدك يا معالي الوزير من البيت شعراً أنه تم اكتشاف عشرات من حالات التزوير في محاضر النيابة العامة وهذا مثبت ومكتوب إذا أردت الاطلاع عليه .. ونحن في انتظارك في سجن الرزين أو الوثبة أو الصدر إذا أردت الإنصاف ؟!


ختاماً :أريد أن أذكرك يا معالي الوزير أن دعاة الإصلاح القابعين في السجون منهم ثلاثة عشر يحملون شهادة الدكتوراه وأكثرهم زملاءك في العمل بجامعة الإمارات  يا معالي الوزير , وأكثر من عشرين منهم يحفظون كتاب الله كاملاً , وأغلبهم خدم الدولة في مناصب عليا وكانت لهم إسهامات كبيرة يشهد لها الصغير قبل الكبير.
كما وأهمس في أذنك يا معالي الوزير أن هذه الانتهاكات لم تكن وليدة هذه السنة , فعلى مدار عشرين سنة أو أكثر تعرضت هذه المجموعة المسالمة إلى حصار شديد لا لشي إلا لدعوتها إلى الاصلاح الحقيقي .
 أسأل الله يا معالي الوزير أن يرينا الحق حقاً و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه ، وأذكرك أن سلطانكم هباء أمام سلطان رب العالمين ، فلا تعيشوا في وهم قوتكم المتهالكة فالله أهلك من كان قبلكم ، اعدلوا لتنجوا من غضبه ، فوالله إن سهام الليل لا تخطئ ولكنها تصيب ولو بعد أجل، والله غالب على أمره

كتبها : معتقل في سجن الحرية
13\5\2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق