قرة عيني.. ورفيقة دربي أم سلمان..
عند أول يوم دخلت فيه السجن وكان انفرادياً، عشت في خلوة مع النفس, فكان التواصل مع الله عز وجل بالصلاة وقراءة القرآن والذكر ... فكانت هذه الجلسات مع النفس منحة من الله لأشعر فيها بكنز ربما ما شعرت بعظيم قيمته إلا عندما غبت عنه.
الغالية أم سلمان :
اعلمي أن ما نحن فيه خير محض .. وما عند الله خير عظيم .. وهذه الدنيا أيام معدودة وما عند الله أعظم لمن اتقى، فلا تحزني وافرحي وعيشي حياة العظماء، وارفعي رأسك عالياً .. فو الله أنا رأسي بعد دخولي السجن أعلى وأرفع من ذي قبل لأننا ابتغينا العزة بالله فرفعنا الله، ولو ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
ابنتي الغالية بيان:
وصلني قبل يومين خبرٌ أفرحني كثيراً وهو نسبتك في الفصل الثاني وتفوقك المميز.. ثقي يا قرة العين أن ما كتبه الله هو الخير كله، فأنا وفي سجني برغم القيد والألم والتعب والمرض أستشعر نعمة الله وفضله، فو الله مهما حاولوا إطفاء نور الله و دعوته فالله متم نوره.. وأنا عندما مضيت في هذه الدعوة إلى دين الله أعلم يقيناً أن الطريق صعب وفيه أشواك فالله تعالى يقول : } ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون { وهذا طريق الأنبياء والصالحين ، والله يريد أن يرفع قدرنا في الدنيا والآخرة.. فافرحي واستبشري خيراً، فالله أرحم بي و بك من أنفسنا، وأنا يكفيني فرحاً أنك على العهد الذي تركتك عليه .. محافظة على صلاتك، ملتزمة بالحشمة، بارة بوالديك، حنونة على إخوانك، قارئة لكتاب ربك .. وفرحتي ستكتمل عند اللقاء بكم..
ابنتي وحبيبتي جنان..
هذه أول مرة أكتب فيها رسالة إليك لأني أشعر بالحنين والشوق إلى لقياك والجلوس معك، فلا زالت ذكريات الحديث الجميل معك تتردد على خاطري.. كم هي جميلة تلك الذكريات تأتي أمام ناظري .. وأنا في سجن لجسدي ولكن فكري وعقلي منطلق وحر في كل اتجاه.
اسمع من والدتك عنك كل خير، مبدعة في علاقتك مع الله ومع الناس، وصاحبة إبداعات.. مما يجعلني أشعر بالفخر و الاعتزاز بالرغم من ألم الفراق.
اعلمي أيتها الغالية أننا في الدنيا دار اختبار وامتحان .. وهذا الذي أنا فيه هو ابتلاء تعرض له الأنبياء والصالحون، وأسأل الله تعالى أن يجعلني منهم، فثقي بالله واعلمي أن الخير فيما كتبه الله تعالى لنا.
حبيبتي الغالية جنان..
أشكرك على كلماتك الرنانة أثناء الاتصال وتثبيتك لي بكلمات الهمة والصبر وإظهار فرحكم وسعادتكم فهذا أسلوب رائع وحرصٌ جميل أشكرك عليه. لا تنسي والدك من الدعاء فأنا أدعو لكِ ولإخوانك كل ليلة في الثلث الأخير.. شكراً مرة أخرى، وأريدك مهما حصل أن تعلمي أن هذا الذي أنا فيه كله خير..
صغيرتي وحبيبتي إيمان..
قرأت رسالتك الجميلة التي بعثت بها إلي، ففيها كلمات رائعة .. أنا أحبك كثيراً ، أكثر من النجوم في السماء ، وأكثر من السمك في البحر. و أنا يومياً أتذكرك عندما أشم رائحة العطر الذي أعطيتني هدية.. أنا فرحان وسعيد لأن أمك تقول أنك متميزة في الدراسة ، وتحفظين القرآن ، وتحافظين على الصلوات الخمس..
أنا سأكون سعيد جداً إذا رأيتك قريباً.. وأنت كل يوم قبل النوم قولي (( يا رب رجع أبوي للبيت )) .. شكراً حبيبتي على رسالتك و هديتك الحلوة، أنتِ دائماً قلبي في إيمان.
المحب / عبدالسلام درويش المرزوقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق